التوقع :
أتوقع بعد جيلين أو ثلاثة اجيال من الآن , تحول ما يسمى اليوم ( بإنشاد طربي ) , إلى طرب ديني , حيث أن مقومات الطرب و بوادره , وموجدة حالياً بما يسمى ب ( إنشاد اليوم ).
و الدليل هو :
–1— التطريب لحد الغناء , وبدرجة ( طرب حقيقي ) , به العُـرب الطربية الإحترافية .
–2— قالب الأغنية , هو نفسه فقط مستعمل لإنشاد اليوم , حيث نفس أزمان الصولفيج الغنائي , وأزمان الكورس ( الكورال ) , بل وأن الألحان هي نفسها , ألحان أغاني مسموعة ومسروقة !!, لكي تؤدى أداء منفرد بدون موسيقى , فقط الكلمات مغيرة ( تختلف ) , .. فكيف لأغاني أن تتحول إلى إنشاد ؟!! , .. لا أدري !! .
قد يكون غناء فردي بدون موسيقى , أو أداء مسروق , و مفبركة عليه كلمات إنشادية , و مستعمل بشطارة كإنشاد ديني , كيف يكون إنشاد ديني , وفيه سرقات لحنية ؟. و هل المسروق حلال ليصبح إنشاد ديني حلال ؟!!. الله أعلم .
ومن واقع عملي كمنتج فني : أن السرقات اللحنية غير مجازة , ويعاقب عليها قانون حقوق الملكية الفكرية , و حقوق المؤلف , و الحق المجاورة له , فيا منشد ديني سارق الحان غيرك , والمجازة من قبل وزارة الثقافة و الإعلام ,هل نصفك ب ( حرامي الحان )؟. أو سارق لحقوق الغير اللحنية , أم مخالف لقوانين حقوق الملكية الفكرية ؟!!.
–3— الشهرة الكاسحة للصوفية و الإنشاد الصوفي , أخذت نصيب الأسد في عالم شهرة إنشاد اليوم , و قد حللت بعض المذاهب , طرائق الإنشاد الصوفية , وأصبحت تؤدى اليوم على كل مذهب ديني , و أنا أرى أن تلك الطرائق الصوفية في الإنشاد , هي الأكثر قرباً من الإنشاد الديني , بل هي الأتم و الأنظف و الأتقن , من طرائق الإنشاد الحالية , التي تستعمل ( نوت وتريات – أسترنقات – STRINGS ) أي نوت أداء الكورال الخلفية للمنشد , والتي يؤديها الكورس بحروف ال ام ام ام ام , هاهاهاهاهاها , و اووووووو , و ايييييييييي , …إلخ , على جهل أصحاب تلك الإنشادات , بعلوم و كيفية و طرائق و تكانيك أداء تلك النوت , حيث أنه لايفقهون شيء بالنسبة لتآلفات النغمية المهرمنة , و كيفية التعامل بها , و الدليل على ذلك , بأنهم يستخدمون تلك التآلفات النغمية ,عن طريقة النشاز , و في غير محلها و غير صحيحة , ( سوف أشرح أداء تلك التآلفات في مقالة أخرى أن شاء الله ) . .. مما أوجدوا بجهلهم بما يسمى ب : ( كالمتبع ) في الإنشاد , والناس المستمعون إلى المنشدين , الذين يجهلون طرائق أداء تلك التآلفات النغمية ,و يصفقون أعجاباً لمنشديهم , على غفلتهم , والمنشد والسامع كالأطرشين في الزفة , و ذلك اعتقاد خاطئ من الاثنين , بأن ما يستمعون إليه , هو إنشاد حقيقي!!.
و في الواقع هو نشاز ل ( كوردات وتريات STRINGS ) , بواقع لو كان ذلك الأداء , لنوت موسيقية لكوردات و تريات STRINGS غربية , من الموسيقى الغربية , بل يكون الأفضل من ذلك , أداء كورال الإنشاد الصوفي العربي , أصل الإنشاد .. أفضل من التحول إلى نشاز لكوردات غير مفهوم التعامل بها , ( أعتقد بأن رأيي هذا , يفهم عليه الموسيقيون الأكاديميون , والمنشدون الأكاديميون , أكثر من غيرهم ) , لتوضيح هذه النقطة , انتظروني في مقالة أخرى , سوف أتحدث فيها عن كوردات النشاز , لما يسمون أنفسهم بمنشدين , (من هناك و الطاقة ), منشدون عاميون هواة سماعيون , بلاحول ولا قوة !!.
–4— إذا أخذ المنشدون الطرب من المطربين , ماذا سوف يصبح لدى المطربين؟!!. في الوقت نفسه الذي يوجد فيه , مطربين يؤدون أداء أغنياتهم على طريقة إنشاد , وهم معروفون كثيرون , ومنهم مشاهير الطرب الشعبي , الذين لا يملكون حنجرة مطرب , بل صوت منشد , ومعتبرون أنفسهم مطربين !!.لقد تطرقت لهذا الموضوع , في محاضرة لي قبل سنتين من لآن , و تلك المحاضرة أقيمت في أحدى الأندية , التي تعنى بالإنشاد , وطلبهم ( أي طلب رؤساء ذلك النادي ) ,لأساتذة موسيقيون يشرحون ويفسرون لهم , العلاقة بين الطرب و الإنشاد , في ظل جهل غالبية المنشدين بأصول الإنشاد , وقد أنشر تلك المحاضرة ,على الفيس بوك في أحدى الأوقات, لو كان لها طلب لكي تنشر من قبل الأصدقاء ,.. المشكلة بين هذان الاثنان : المطرب المنشد , والمنشد المطرب , كلاهما لا يعترفان بما يؤدونه , و ما يزيد الطين بله , أن المستمعون لديهم قابلية ,ما يعرضه عليهم هذان الشخصان , المطرب المنشد , المنشد المطرب !!, و لا أحد يريد أن يتفقه لما يستمع إليه !!, ولا حتى هناك من يعترض , يقول : أنت مطرب لست منشد , وأنت منشد لست مطرب , والجهل في الاستماع موجود و حقيقة مثبتة , تحتم بتواجد أناس لديهم آذان نشاز , تقبل سماع النشاز , تستأنس به , آذان تقبل الكلام الفاضي الغث , وتأخذ به , وتستمتع إلى اللوث الصوتي , وتعتقد بأنه أداء صوتي متعبر ,و مثمنة لجهود مؤدية !!!.
بل و تضع لمؤدية الجوائز القيمة , وتفتح له القنوات الفضائية , و تقدمه على أنه منشد من الطراز ( السوبر مان ) , أو ال ( بات مان ) أو ال ( سبايدر مان ) منقذ الإنشاد والمنشدين , من أساتذة الطرب و المطربين , أهل الطرب والتطريب !!!. وبخصوص أصحاب الآذان اللوثة مستأنسة اللوث , معروفة في تاريخ الطرب العربي , حيث تذكر أغلبية المراجع الطربية العربية بأن : ( الذي هو من خارج الطرب , نغمة واحدة تطربه , و المطرب لا يطربه الطرب ), هكذا صنفوا رجال الطرب , في تاريخهم ألطربي , أصحاب الآذان البسيطة , الذي لا يفقهون شيئاً , لا في الطرب و لا في الإنشاد , سوى القشور البراقة .
أتوقع بعد زمن هذه الحسبة , بجيلين أو ثلاث أجيال , سوف يتحول الإنشاد إلى غناء عادي , مثل ماهو موجود في الساحة الحالية الآن .
فأن الخطوات الطبيعية للإنشاد وتطوره , وكالمتبع على مر العصور , أنه فَـلَـك يدور ويدور , ويعود إلى نفس النقطة التي بدأ منها , حيث المثل من ذلك الدوران , قصة السيدة كوكب الشرق أم كلثوم, فبدايتها كانت منشدة صغيرة , و من ثم درست الإنشاد و على أيادي مشايخ , و بدأت تنشد في الحفلات الدينية , ثم طور أدائها و ثقفت , و بعدها أجلست مع العلماء , و المشايخ والشعراء و الموسيقيون المطربون , حتى تمكنت من أداء المقامات الموسيقية العربية , و استعملت الثقافة الأدائية من أمهات الكتب العربية , و أعادت زمن الغناء في العباسيين والأمويين , وازدهار الغناء في تلك الحقبة من الزمن , - و أنه يجب أداء الإنشاد ألطربي -, بواسطة آلات موسيقية , و حلل لها ما حرم على غيرها , من أداء ( الطرب الإنشادي ) , و بعدها من هو الذي يستطيع , عزف الموسيقى خالف أم كلثوم ؟, إلا من هو يملك دكتوراه في الموسيقى , أما على العود أو القانون أو الكمنجا , لتمكل الصورة الأكاديمية ( للغناء الطربي ), بالعلم بأنه يجب أن تكون, أغاني الهوى و الغرام , ( بالحب سكارى ) , وأخذ مأثورات قوليه من تاريخ العرب , ب ( المغنى حياة الروح ) , وبعد ذلك دار الفَـلَـك , وأصبحت أم كلثوم المنشدة , مطربة بقدرة قادر .
أن منشد اليوم , هو في نفس فَـلَـك سيدة الغناء العربي أم كلثوم , وسوف يمر عليه نفس الأحداث , فالنقل : من حضه بأن في زمن أم كلثوم , لم تكن هناك قنوات فضائية ولا أنترنت , للبث الفوري للإنشاد , واليوم لا دور التدقيق فيه و التمحيص لتصليحه, أي إنشادنا الطازج اليومي هذا , إذا كان به خطأ أو شوائب مضرة به , ولا حتى المشورة لأجله , فإنها ليست مطلوبة لمنشد اليوم , لكي يبث لوث إنشاده على الفضائيات أو الانترنت, أو عبر شركات الإنتاج والتوزيع الفني .
فالنقل : بأن منشد اليوم أختصر الوقت, ولديه لجان تحكيم , يُحـكِمون ما يطرب به على أنه إنشاد , ويهبونه على طربه الإنشادي , جوائز التشجيع و التحفيز , ويجعلون له المسابقات , والبرامج الطربية الإنشادية , مما يؤهله الوضع , الدخول إلى عالم التوزيعات الموسيقية , والجلوس مع عمالقة المطربين , لتنفيذ المعزوفات له ,و لدينا حوالي من جيلين إلى ثلاثة أجيال , حتى تكون عمليه تقبل العقول , لللا معقول ..للعاملين به , وإقناع الناس بأنه هذا هو طريق الإنشاد , و من ثم التحول للغناء علناً , و تحليل ما هو محرم , من عزف و معزوفات له , لكي يصفو له الجو بأن يطرب و يغني بأسم منشد.
هذا هو توقعي .